الرياض - محمد عطيف
يشهد
المهرجان الخامس والعشرون للتراث والثقافة (الجنادرية) هذا العام حضوراً
غير مسبوق لاسيما في الفترة المخصصة للزيارات العائلية، حيث يبلغ الزحام
أوجه خصوصاً مع فترة العصر وما بعد صلاة المغرب.
وعبّر الكثيرون عن سعادتهم بفتح المجال أمام العائلات بطريقة الزيارة
الحالية، حيث تفضل معظم الأسر الخروج سوية بعد أن كان النظام سابقاً يتيح
في الغالب فترات للرجال وأخرى للنساء، ما يضع بعض العراقيل أمام الأسر
التي لا يرغب ذووها في حضور الإناث وحدهن مع وجود بائعين رجال أو مشاركين
يديرون الفعاليات، حيث تتحمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والجهات المنظمة عبئاً أكبر لمراقبة الفصل.
ومن خلال جولة لـ"العربية.نت" لم يكن هناك من مجال لوضع تقييم للأكثر
حضوراً، فجميع القرى والمعارض ومقرات الجهات المشاركة كانت تحظى بالإقبال
بشكل أو بآخر، فيما اضطر رجال الحراسات أو الأمن أحياناً لإقفال بعض
الأماكن أمام الزوار نظراً للكم الهائل ولتنظيم الحركة، مثلما حدث ويحدث
في جناح الجمهورية الفرنسية (ضيف المهرجان).
ونال الجناح الفرنسي إعجاب الزوار بتوفيره التجول عبر مساحة تقارب 80
متراً طولاً و25 عرضاً، وذلك في بيئات مماثلة للواقع مثل وسط شارع
الشانزليزيه الباريسي، فيما تصحب أجواء المسارح الباريسية والتقنية
المتميز في الإضاءة والمؤثرات الأخرى الزائر في حقبات تاريخية عديدة
للجمهورية الفرنسية في أجواء من الموسيقى الكلاسيكية.
وفيما يسارع الأطفال إلى مرسم الفنانين للحصول على رسومات رائعة لهم، فضلت
شريحة الشباب والشابات زيارة المخبز الفرنسي والمقهى الذي يقدم أصنافاً
متعددة من القهوة الفرنسية والكعك والشيكولاته، بالإضافة لأصناف متميزة من
الخبر الفرنسي الشهير.
وتوجد كذلك خيارات أخرى أمام الزائر مثل الاطلاع على معرض الكوت دازور
وفضاء مخصص لمتحف اللوفر ومعرض للأزياء التقليدية والفلكلورية ومعهد
العالم العربي ومعرض الكريستال وحرفيي المجوهرات والديكور وفنون النحت.
ومن الملامح الجديدة في المهرجان توفير المسطحات الخضراء ومقاعد في
الممرات والطريق الرئيسي التي لاقت الترحيب، حيث افترشتها العائلات ووجدت
فيها مجالاً لأخذ قسط من الراحة أثناء التنقل، كما تم في هذا العام تدارك
الكثير من الأمور التي كان يتم المطالبة بتوفيرها، ومن ذلك التنويع الكبير
في الأنشطة لدى القرى والمعارض وتوفير وقت أطول للعروض المقدمة خصوصاً بعد
تمديد وقت العمل من الرابعة عصراً إلى قرابة الواحدة بعد منتصف الليل.
وتأتي الرقصات الشعبية كأفضل الخيارات لدى الجميع وبحسب اهتمامات مناطقية
غالباً، حيث يوجد في العاصمة الرياض تنوعاً ديموغرافياً هائلاً من كل
المناطق ما وفّر لكل قرية حضور المنتمين لمنطقتها.
وتتنوع الفنون الشعبية التي تقام يومياً، فمن "العرضة السعودية" إلى
الرقصات الجنوبية التي تتميز بالحركة السريعة والاستعراض بالسيف مثل
"السيف والعزاوي" في جازان التي تقام في قرية جازان، بالإضافة لعروض مع
الحرس الوطني المطلوبة بشدة، وهناك رقصات أيضاً لها شعبية كبيرة مثل
"الخطوة" في عسير، و"السامري" في وادي الدواسر، وصولاً إلى "الدحة
والدبكة" في الشمال و"العرضة والمسحباني" في الباحة، وفي الغربية تبرز
"الخبيتي"، وهناك "المزمار والزلفة"، والفن الينبعاوي والذي بدأ من مدينة
ينبع ويسير على نهج واحد عند الجميع تحت مسمى (الدقة الينبعاوي) ومن
مميزاته أنه يعتمد على الرتم السريع في ألحانه وأضيف عليه الأدوار
والموشحات العربية.
أما "المجس" الحجازي وهو من أشهر وأقدم الفنون الحجازية فهو فن تراثي قديم
خالٍ من الموسيقى تماماً، وهو عبارة عن موال فقط، لكنه يعتبر فناً صعباً
جداً لا يتقنه إلا الفنانون المميزون وأشهر المقامات هو المقام الحجازي
ومقام "البنجكه" ومقام "الحراب والمجس" يعتبر من أنواع الإنشاد.